الرئيسية
الحمد الله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
فما أحوجنا إلى (الحوار)،لأنه طريق الفهم،وسبيل النجاح،وبوابة الأتفاق.
والحوار له آداب مشروعة يقوم بها المتحاورون،ليثمر حوارهم وليصلوا إلى الحقيقة من أقرب الطرق
وأيسرها.
أدب الحوار
كلمة الحوار: كلمة جميلة رقيقة، تدل على التفاهم والتفاوض والتجانس.
وقد ذكرها الله سبحانه وتعالى في مواطن من كتابه العظيم،قال تعالى:" قال له صاحبه وهو يحاوره"
{سورة الكهف:37}.
ونحن بحاجة إلى الحوار،ليفهم بعضنا بعضاً.
وثمرة الحوار: الوصول إلى الحق،فمن كان طلبه الحق وغرضه
الحق وصل إليه بأقرب الطرق، وألطفها وأحسنها.والطريق الواضح هو طريق الحوار الذي سلكه عليه
الصلاة والسلام قبل أن يحمل السيف.قال سبحانه:"لقد ارسلنا رسلنا بالبينات"{الحديد:25}
كذلك يجب أن يعلم أن الحق واضح وظاهر وأنه كالشمس، وأنه لا يختلف فيه، وما يخالف فيه إلا
عقيم، أو سقيم الفهم.فأنت إذا قلت لإنسان:هذه شمس في السماء،وقال لك: ليست
بشمس،هذه خيمة!...،فهذا لا يُحاور،بل ليس هلاً للحوار،فلا تضيع وقتك معه.وأما من حاور في أمر
يحتاج إلى جدل ويقبل الخلاف فهذا الذي تحاوره.
وعليك-أخي الكريم-أن تقدم نعم قبل لا وأنت تحاور خصمك، قال ابن المبارك:
وإذا صاحبت فاصحب ماجداً****ذا عفاف وحياءٍ وكرم
قوله للشيء لا إن قلت لا****وإذا قلت:نعم،قال:نعم
فعلينا أن نستدرج المحاور إلى أن يوافقنا في (نعم)،فما دام أنه يقول لك:نعم،فمعناه أنه قريب منك.
لكن احذر أن يقول:لا، قال أهل العلم:عليك أن تستدرجه إلى أن يوافقك في اكثر المسائل،فتبدأ
بالأصول التي تشاركه أنت فيها، فتقول:ألست أنساناً وأنا أنسان؟فيقول: نعم، تقول أما ينبغي أن
احترمك وتحترمني؟فيقول:نعم، فتقول أليس لك عقل فأخاطب عقلك وضميرك، ولي عقل وضمير
تخاطبه؟فيقول: نعم، وهكذا تقلص مسافة الاآت، لكنك إذا بدأت معه منذ البداية ب(لا)،تهدم جدار
الحوار، وحينها لا يمكن أن يستمر معك.
آداب الحوار:
1/الأخلاص والتجرد:
على المحاور أن يتجرد من التعصب،لأن بعضهم يعقد التعصب لفرقته ومذهبه وفكرته،ثم لا يقبل منك
،ويريد أن تسلم له وتقر له دون أن يناقشك،وهو يرى في نفسه،بدون أن يدعي النبوة معصوم.
وللشافعي كلمة عظيمة يقول فيها:رأيي صواب يحتمل الخطأ، ورأي خصمي خطأ يحتمل الصواب.
2/إحضار الحجة:
فإن صاحب الحجة قوي، قال الشافعي: من حفظ الحديث قويت حجته.
والحجة إما أن تكون عقلية قاطعة، أو نقلية صحيحة.
3/ السلامة من التناقض:
فإن من الواجب على المحاور ألا يناقض كلامه بعضه بعضاً،لان بعض الناس-لقلة بصيرته-يأتي بكلام
ينقض بعضه بعضاً.
4/الحجة لا تكون هي الدعوة:
البعض من الناس يجعل دعواه حجة،ويقول:ما دام أني قلت هذا القول،فقولي هذا حجة ودليل،
ويزكي نفسه، ويقول:ستون سنة وأنا أمام مسجد،ألا تطيعوني؟؟
5/ الاتفاق على المسلمات:
فالأصول لا يناقش فيها ولا يحاور،عندنا ثوابت في الملة فلا ينبغي ان نضيع اوقاتنا بالجلوسلمناقشة
الثابتة.
((أو تفسير آية أو حديث على مايناسب رأي فقط)) <<<تعليق مني.
6/أن يكون المحاور اهلاً للحوار:
فلا تأت برجل مشهور عنه الجهل والنزق والطيش وتحاوره،لأن هذا اذاه أكثر من نفعه،وقد يحرجك
أمام الناس،إما أن يتعرض لك،او يتعرض لنفسه بالأذى وللمسلمين.
7/نسبة القرب والبعد من الحق:
فالأمر نسبي، لا يشترط دائماً أن يكون مائة بالمائة:إما ان يوافقني في كل شيء فهو أخي أتولاه
وادعو له في أدبار الصلوات، او يخالفني فهو عدوي وأتبرأ منه وأدعو عليه.
8/ التسليم بالنتائج:
فإذا توصل المتحاورون في حوارهم إلى أمور،فعلى المغلوب أن يسلم للغالب، وهذا من طلب الحق.
9/المحاورة بالحسنى:
ومن آداب الحوار كما يقول العلماء-كأبي حامد الغزالي في الأحياء-: أن تحاوره فلا تتعرض
لشخصه،ولا لنسبه وحسبه وأخلاقه،أنما تحاوره على القضية.لأن بعض الناس يترك الكلام ويتهجم
على خصمه المحاور أمامه.
ومن الأفضل أن تختار لخصمك لقباً أو كنية ولو كان مخالفاً لك، وتعطيه من الكلام المبجل المحترم
الذي يليق بالناس.فمن أحترم الناس احترموه.
10/الأنصاف في الوقت:
فإذا حاورت إنساناً لا بد ان تتفق وتقول له: تصبر لي وتسمع مني حتى أنتهي،وأصبر وأسمع منك
حتى تنتهي.
11/حسن الإنصات:
فكما تطلب من محاورك أ، يحسن الإنصات والاستماع إليك-وهو من الأدب-فعليك أن تستمع له إذا
حاورك،لأن بعضهم ينقصه حسن الإنصات، وحسن الإنصات من حسن الاخلاق.
12/احترام المحاورة:
فالشخص الذي تحاوره إما أن يكون مسلماً فينبغي أن تحفظ له حق الإسلام،وإما ان لا يكون
مسلماً،فهذا يعامل معاملة أنسانية، ويجادل بالتي هي أحسن.
13/ اختيار المكان المناسب للحوار:
والأحسن أن يكون الاجتماع في حلقة ضيقة من أهل العلم وأهل الرأي والرشد، ولا يكون في مكان
عام.
والمقصود أن يجلس الإنسان منفرداً ويفكر،لأنك إذا فكرت وحدك هدأ ذهنك، وعاد لك الراي،وفكرت
في القضية،ووضحت لك الصورة.
أنتهى
هذه مقتطفات من كتيب (أدب الحوار) للدكتور /عائض القرني...متوفر في مكتبة/جرير
وهو كتيب أكثر من رائع لا ضرر أن يكون ضمن مكتبتك...
فما أحوجنا إلى (الحوار)،لأنه طريق الفهم،وسبيل النجاح،وبوابة الأتفاق.
والحوار له آداب مشروعة يقوم بها المتحاورون،ليثمر حوارهم وليصلوا إلى الحقيقة من أقرب الطرق
وأيسرها.
أدب الحوار
كلمة الحوار: كلمة جميلة رقيقة، تدل على التفاهم والتفاوض والتجانس.
وقد ذكرها الله سبحانه وتعالى في مواطن من كتابه العظيم،قال تعالى:" قال له صاحبه وهو يحاوره"
{سورة الكهف:37}.
ونحن بحاجة إلى الحوار،ليفهم بعضنا بعضاً.
وثمرة الحوار: الوصول إلى الحق،فمن كان طلبه الحق وغرضه
الحق وصل إليه بأقرب الطرق، وألطفها وأحسنها.والطريق الواضح هو طريق الحوار الذي سلكه عليه
الصلاة والسلام قبل أن يحمل السيف.قال سبحانه:"لقد ارسلنا رسلنا بالبينات"{الحديد:25}
كذلك يجب أن يعلم أن الحق واضح وظاهر وأنه كالشمس، وأنه لا يختلف فيه، وما يخالف فيه إلا
عقيم، أو سقيم الفهم.فأنت إذا قلت لإنسان:هذه شمس في السماء،وقال لك: ليست
بشمس،هذه خيمة!...،فهذا لا يُحاور،بل ليس هلاً للحوار،فلا تضيع وقتك معه.وأما من حاور في أمر
يحتاج إلى جدل ويقبل الخلاف فهذا الذي تحاوره.
وعليك-أخي الكريم-أن تقدم نعم قبل لا وأنت تحاور خصمك، قال ابن المبارك:
وإذا صاحبت فاصحب ماجداً****ذا عفاف وحياءٍ وكرم
قوله للشيء لا إن قلت لا****وإذا قلت:نعم،قال:نعم
فعلينا أن نستدرج المحاور إلى أن يوافقنا في (نعم)،فما دام أنه يقول لك:نعم،فمعناه أنه قريب منك.
لكن احذر أن يقول:لا، قال أهل العلم:عليك أن تستدرجه إلى أن يوافقك في اكثر المسائل،فتبدأ
بالأصول التي تشاركه أنت فيها، فتقول:ألست أنساناً وأنا أنسان؟فيقول: نعم، تقول أما ينبغي أن
احترمك وتحترمني؟فيقول:نعم، فتقول أليس لك عقل فأخاطب عقلك وضميرك، ولي عقل وضمير
تخاطبه؟فيقول: نعم، وهكذا تقلص مسافة الاآت، لكنك إذا بدأت معه منذ البداية ب(لا)،تهدم جدار
الحوار، وحينها لا يمكن أن يستمر معك.
آداب الحوار:
1/الأخلاص والتجرد:
على المحاور أن يتجرد من التعصب،لأن بعضهم يعقد التعصب لفرقته ومذهبه وفكرته،ثم لا يقبل منك
،ويريد أن تسلم له وتقر له دون أن يناقشك،وهو يرى في نفسه،بدون أن يدعي النبوة معصوم.
وللشافعي كلمة عظيمة يقول فيها:رأيي صواب يحتمل الخطأ، ورأي خصمي خطأ يحتمل الصواب.
2/إحضار الحجة:
فإن صاحب الحجة قوي، قال الشافعي: من حفظ الحديث قويت حجته.
والحجة إما أن تكون عقلية قاطعة، أو نقلية صحيحة.
3/ السلامة من التناقض:
فإن من الواجب على المحاور ألا يناقض كلامه بعضه بعضاً،لان بعض الناس-لقلة بصيرته-يأتي بكلام
ينقض بعضه بعضاً.
4/الحجة لا تكون هي الدعوة:
البعض من الناس يجعل دعواه حجة،ويقول:ما دام أني قلت هذا القول،فقولي هذا حجة ودليل،
ويزكي نفسه، ويقول:ستون سنة وأنا أمام مسجد،ألا تطيعوني؟؟
5/ الاتفاق على المسلمات:
فالأصول لا يناقش فيها ولا يحاور،عندنا ثوابت في الملة فلا ينبغي ان نضيع اوقاتنا بالجلوسلمناقشة
الثابتة.
((أو تفسير آية أو حديث على مايناسب رأي فقط)) <<<تعليق مني.
6/أن يكون المحاور اهلاً للحوار:
فلا تأت برجل مشهور عنه الجهل والنزق والطيش وتحاوره،لأن هذا اذاه أكثر من نفعه،وقد يحرجك
أمام الناس،إما أن يتعرض لك،او يتعرض لنفسه بالأذى وللمسلمين.
7/نسبة القرب والبعد من الحق:
فالأمر نسبي، لا يشترط دائماً أن يكون مائة بالمائة:إما ان يوافقني في كل شيء فهو أخي أتولاه
وادعو له في أدبار الصلوات، او يخالفني فهو عدوي وأتبرأ منه وأدعو عليه.
8/ التسليم بالنتائج:
فإذا توصل المتحاورون في حوارهم إلى أمور،فعلى المغلوب أن يسلم للغالب، وهذا من طلب الحق.
9/المحاورة بالحسنى:
ومن آداب الحوار كما يقول العلماء-كأبي حامد الغزالي في الأحياء-: أن تحاوره فلا تتعرض
لشخصه،ولا لنسبه وحسبه وأخلاقه،أنما تحاوره على القضية.لأن بعض الناس يترك الكلام ويتهجم
على خصمه المحاور أمامه.
ومن الأفضل أن تختار لخصمك لقباً أو كنية ولو كان مخالفاً لك، وتعطيه من الكلام المبجل المحترم
الذي يليق بالناس.فمن أحترم الناس احترموه.
10/الأنصاف في الوقت:
فإذا حاورت إنساناً لا بد ان تتفق وتقول له: تصبر لي وتسمع مني حتى أنتهي،وأصبر وأسمع منك
حتى تنتهي.
11/حسن الإنصات:
فكما تطلب من محاورك أ، يحسن الإنصات والاستماع إليك-وهو من الأدب-فعليك أن تستمع له إذا
حاورك،لأن بعضهم ينقصه حسن الإنصات، وحسن الإنصات من حسن الاخلاق.
12/احترام المحاورة:
فالشخص الذي تحاوره إما أن يكون مسلماً فينبغي أن تحفظ له حق الإسلام،وإما ان لا يكون
مسلماً،فهذا يعامل معاملة أنسانية، ويجادل بالتي هي أحسن.
13/ اختيار المكان المناسب للحوار:
والأحسن أن يكون الاجتماع في حلقة ضيقة من أهل العلم وأهل الرأي والرشد، ولا يكون في مكان
عام.
والمقصود أن يجلس الإنسان منفرداً ويفكر،لأنك إذا فكرت وحدك هدأ ذهنك، وعاد لك الراي،وفكرت
في القضية،ووضحت لك الصورة.
أنتهى
هذه مقتطفات من كتيب (أدب الحوار) للدكتور /عائض القرني...متوفر في مكتبة/جرير
وهو كتيب أكثر من رائع لا ضرر أن يكون ضمن مكتبتك...
» مجلة عالم المعدات
» لاتفوتي الفرصة واحصلي على نسخة من مجلة ديكور جدة
» عالم المعدات
» الاستثمار العقاري
» عالم المعدات
» كاميرات مراقبة | انتركم | اجهزة انذار | سنترالات | حضور بالبصمة
» كاميرات مراقبة | بيع | تركيب | في مصر
» اطلب جميع انواع المكائن والجير من الامارات
» قلوب بيضاء فهل انت/ي منهم